أحبني الله ، منذ أن اختارني من عباده وأن أهداني الحياة ، ونفخ فيّ الروح واختارني من أمة محمد ، دون أن يكون خياري ، ورزقني من يرعاني وهداني الى الشهادة ، ورزقني لغتي العربية التي أتحدث بها وأقرأ بها كتابه وقرآنه.
أحبني الله حين هداني الى الصلاة كي أتقرب اليه وأدعوه ، أحبني حين علمني كيف أحمي نفسي من المنكر وأتعلم طريق الهداية ، أحبني حين أقرأ في كتابه وأتعلم منه كيف أنجو بنفسي. ففي كل آيه وسورة بحر عميق ، يحمل قصداُ ومعنى فكلما قرأته وجدت فيه حلاوة ، ففيه من القصص والعبر ما يعلمنا كل أمر يمر علينا.
علمني ربي كيف أحصن نفسي من المهلكات ، علمني خالقي أنه هو فقط من يستحق العبادة فله الشكر والحمد ، وأن أعتمد عليه في كل أمري فهو الوكيل ، وعلمني أن امري بيده ، علمني أن لا اقترب من الفواحش ؛ فهي من الأشياء التي تأباها النفس وأن قتل النفس من الكبائر ، وأن لليتيم عليَّ حقٌ وان لا اكل أموال الناس ولا أعتدي عليهم . علمني أنه كيف خلقني من أجل أن أعمر الأرض واستخلفني لذلك ، فأنا من اختارني لأكون من أمة محمد صلّ الله عليه وسلم ، علمني نهجه القويم وأنّ بذكره واتباع أوامره سيرحمني وينجيني من مهالك الدنيا والآخرة .
كيف لا أحب خالقاً لم يتركني منذ أن خلقني فهو يرعاني ويعطيني في نفسي واهلي وأولادي. يختبرني في بعض الأحيان كي أشتدّ تعلقاً به وحباً له ، يحبني الله كلما أرى نفسي تتجه نحو هذا الخالق العظيم ، أنعم بهذه اللحظات وأتمنى دوامها ، اأذكره في كل لحظة في حياتي ، فأعلم أنه يراني ، أنتظر الصلاة حتى أناجيه ، وأنتظر الصوم حتى يزداد ذكري له فأكون في ضعفي أشد طلباً الى رحمته فهو رجائي.
وبزكاتي تكفير ذنوبي ، وبحجي يرجعني كما ولدتني أمي ، كيف لا أعلم أنه يحبني وقد أعطاني في كل يوم هدية منه ، فالصلاة والصوم والذكر وقراءة القراة والزكاة والحج كل من ذلك هدية لي كي أنجو وأنعم برضاه . ولكني عبداً مقصراً على شكره فمهما شكرته فأنا مقصر في حق خالق منعم رازق ، فبرزقه ننعم وبعبادته نقصر .
فإذا علمت أن بنفسك بعض هذه الأحاسيس فاعلم أنه يحبك. فإذا ازددت أنت حباً له ، فأعلم أنه يحبك ، وكلما أبتعدت عن نواهيه وقربت من أوامره فأعلم أنه يحبك ، وإذا كنت أقرب الى الآخرة من الدنيا فأعلم أنه يحبك . " اللهم ارزقنا حبك وحب من أحبك ، وحب عملاً يقربنا اليك ، وتجاوز عن أعمالنا وافعالنا ، وقلة شكرنا وحمدنا لك " .
المقالات المتعلقة بكيف يحبك الله